مركز حملة يرصد 19 ألف منشور تحرض على الفلسطينيين في "إكس"

12 أكتوبر 2023
"إكس" يتصدى للمنشورات الداعمة لحركة حماس (Getty)
+ الخط -

رصد "حملة" - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي أكثر من 19 ألف محتوى تحرّض على الكراهية والعنف باللغة العبرية، على منصة إكس (تويتر سابقاً)، حتى مساء أمس الأربعاء.

و"حملة" مؤسسة أهلية غير ربحية "تعمل على مناصرة الحقوق الرقمية الفلسطينية، بهدف الوصول إلى فضاء رقمي آمن وعادل وحر"، وفق ما يشير إليه موقعها الإلكتروني.

وأشار المركز، في تقرير صدر اليوم الخميس، إلى أن أكثر من 19 ألف محتوى تحرض على الكراهية والعنف بالعبرية نشرت على منصة إكس، ابتداءً من اليوم الأوّل من عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي وحتى أمس الأربعاء.

ونبّه إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي أغرقت بخطابات عنف وكراهية ضد الفلسطينيين/ات، وتستمر بالازدياد حتى اللحظة". وتوزّعت الحالات التي رصدها المركز كالتالي: 50% منها خطابات كراهية، و30% ادعاءات مضلّلة، بالإضافة إلى خطابات العنف والتحريض. ووفقاً للمركز، حملت التغريدات طابعا سياسيا بنسبة 48%، وطابعا عرقيا بنسبة 32%، وتنوعت بقية الحالات بين العنصرية الجندرية والدينية.

في الوقت نفسه، كشف المركز أنه تمت معالجة 357 توجهاً لانتهاكات مختلفة عبر منصة حُر- المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية، حتى مساء الأربعاء، شمل ذلك 128 حالة تقييد على حسابات ومحتوى ناشطين فلسطينيين ومناصرين للقضية الفلسطينية، و229 خطاب كراهية وتحريض استهدفت بشكل كبير سكان غزة ودعت إلى حرق وتدمير القطاع وقتل سكانه.

وأكد المركز أنه "ما زال يعمل جاهداً على رفع جميع الانتهاكات لشركات التواصل الاجتماعي، وتمكن من إزالة الكثير منها حتى الآن".

كما وثّق المركز انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت في الغالبية الساحقة من غزة منذ السبت الماضي، نتيجة استهداف إسرائيل للبنية التحتية لشركات الاتصالات والكهرباء في القطاع، إذ قصف برج "وطن"، المركز الرئيسي لمكاتب مزودي خدمات الإنترنت والمبنى الرئيسي لشركة بالتل للاتصالات، وقطع الكهرباء.

وشدد المركز على أن "هذا الاستهداف المقصود لشركات الإنترنت والكهرباء يمثل انتهاكاً خطيراً للحقوق الرقمية للفلسطينيين، إلى جانب انتهاك حرية التعبير والحق في امتلاك المعلومة والحق في التواصل".

وذكر أن "الحكومة الإسرائيلية تستغل الأجواء الدولية الحالية لاستمرار ضغطها على شركات وسائل التواصل الاجتماعي، لمحاربة الرواية الفلسطينية وإسكات الأصوات النقدية لسياساتها، إذ يتعرض المحتوى الفلسطيني والمناصر للحقوق الفلسطينية للحذف والتقييد بشكل مستمر، بجانب انتشار الأخبار الكاذبة وغير الموثوق بها".

ودعا مدير مركز حملة، نديم ناشف، شركة إكس إلى "اتخاذ إجراءات فعّالة وجادة لإزالة محتوى خطابات الكراهية والتحريض من على منصتها"، إذ "من الممكن أن تترجم هذه التغريدات، التي صنفت كخطاب كراهية وتحريض، إلى اعتداءات وهجمات حقيقية على أرض الواقع ضد الفلسطينيين، كما حدث سابقاً من تحريض على نفس المنصة، الذي أدى إلى هجمات منظمة من قبل المستوطنين الإسرائيليين على بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، وقبل ذلك في مايو/ أيار 2021 في القدس والمدن الساحلية".

أعلنت منصة إكس أنها أزالت أو صنفت "عشرات الآلاف" من المنشورات في الأيام التي أعقبت بدء عملية طوفان الأقصى.

وكتبت الرئيسة التنفيذية للشركة ليندا ياكارينو، في رسالة مؤرخة الأربعاء ونشرت اليوم الخميس على "إكس"، رداً على انتقادات الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن: "منذ الهجوم الإرهابي على إسرائيل، اتخذنا إجراءات لإزالة أو تصنيف عشرات الآلاف من المنشورات".

وأضافت ياكارينو: "نُذكّر كل يوم بمسؤوليتنا العالمية لحماية المحادثة العامة، عبر ضمان وصول الجميع إلى المعلومات لحظة بلحظة، وحماية النظام الأساسي لجميع مستخدمينا. رداً على الهجوم الإرهابي الأخير الذي شنته حماس على إسرائيل، أعدنا توزيع الموارد، وأعدنا تركيز الفرق الداخلية التي تعمل على مدار الساعة لمعالجة هذا الوضع سريع التطور".

وأكدت أن لا مكان على المنصة لـ"المنظمات الإرهابية، أو المجموعات المتطرفة العنيفة".

وكررت في رسالتها قواعد "إكس"، المتعلقة بـ"خطاب الكراهية" و"الوسائط الحساسة"، بالإضافة إلى المحتوى المفبرك أو المتلاعب به أو المقتطع من سياقه.

ورد مفوض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون على رسالة ياكارينو عبر "إكس"، حيث كتب: "تلقينا رد إكس على رسالتنا التي تثير المخاوف بشأن انتشار المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة المتعلقة بهجوم حماس الإرهابي ضد إسرائيل. سيحلل فريق إنفاذ قانون الخدمات الرقمية الرد، وسيتخذ قراراً بشأن الخطوات التالية".

كانت المفوضية الأوروبية قد هددت "إكس" بعقوبات، داعية ماسك لتقديم توضيحات خلال 24 ساعة حول تداول معلومات خاطئة وصور عنيفة مرتبطة بالعدوان الإسرائيلي.

وقال مفوض الشؤون الرقمية تييري بريتون في رسالة مؤرخة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول: "بعد الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على إسرائيل، نملك معلومات تفيد بأن منصتكم تُستخدم لنشر محتويات غير مشروعة وتضليلية داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "تلقينا من مصادر موثوق بها تقريراً عن محتويات ربما تكون غير شرعية يتم تداولها على شبكتكم على الرغم من إشعارات من السلطات المختصة".

المساهمون