فنانون فلسطينيون منعوا في مصر قبل ناي البرغوثي

05 اغسطس 2022
أعلنت ناي البرغوثي تأجيل حفلتَيْها في مصر (بوريس هورفات/فرانس برس)
+ الخط -

لم تكن ناي البرغوثي التي أعلنت تأجيل حفلتَيْها اللتين كانتا مقررتين في دار أوبرا القاهرة والمسرح الروماني في الإسكندرية، وذلك بعد منعها من دخول مصر، الفنانة الفلسطينية الأولى التي تتعرض إلى هذا الموقف، فقد سبقها فنانون فلسطينيون آخرون منعوا من دخول مصر والمشاركة في فعاليات فنية مختلفة لأسباب غير معلومة على وجه التحديد، ومن دون سند قانوني واضح، حسب ما أكده حقوقيون مصريون.

علي سليمان
عام 2018 منعت السلطات المصرية الممثل الفلسطيني علي سليمان من دخول أراضيها، بعد اختياره ضمن لجنة التحكيم لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية التي انطلقت في 21 سبتمبر/ أيلول من ذلك العام. وقالت الناقدة الفلسطينية علا الشيخ في تدوينة على موقع "فيسبوك" إن الأجهزة الأمنية في مطار القاهرة تعاملت مع الفنان كـ"خطر"، وأعادته إلى الطائرة لـ"يعود من حيث أتى"، مشيرة إلى أن السلطات المصرية لم توضح أسباب المنع، ومؤكدة أن الأمن "لم يتكلف عناء النظر إلى تأشيرة دخول سليمان أو الأوراق الرسمية الأخرى". وقالت الشيخ: "الاحتلال يا علي لا يمنعنا فقط من دخول أراضينا، بل يمنعنا أيضاً من لقاء أصدقائنا وأقاربنا في أراضٍ أخرى".

أعلنت المطربة الفلسطينية ريم تلحمي حينها مقاطعتها للمهرجان، وأصدرت بياناً عبر صفحتها على "فيسبوك" قائلة: "بعد الإجراءات المخزية والمعيبة التي اتخذها أمن مطار القاهرة في حق الفنان الفلسطيني علي سليمان، عضو لجنة تحكيم عن فئة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي في مصر، والتعامل معه كخطر أمني، وترحيله خارج مصر، وبعد المزاودة علينا في شأن الوثائق الرسمية التي يحملها الفلسطينيون سكان الأرض المحتلة عام 48، ورفض التعامل معها والأخذ بها، وبعد تصريحات الفنان الفلسطيني زياد بكري بطل فيلم (مفك) لبسام جرباوي، والذي سيعرض ضمن فعاليات المهرجان، عبر صفحته على (فيسبوك)، أعلن هنا إلغاء مشاركتي كضيفة على مهرجان الجونة السينمائي، آسفة جداً على ما تعرّض له زملائي وما نتعرض له جميعاً، من إجحاف وتعامل مهين ومعيب، خصوصاً أنه يأتي من دولة عربية تقبع سفارتها في قلب تل أبيب".

زياد بكري
في العام نفسه وفي حادثة أخرى، نشر الفنان الفلسطيني زياد بكري، الذي عرض له فيلم في المهرجان، منشوراً على "فيسبوك"، يقول فيه إنه هو وزوجته قاطعا المهرجان بعد رفض إدارته المساعدة في الحصول على تأشيرة على جواز سفرهما الفلسطيني. كان المخرج الفلسطيني زياد بكري قد سرد تفاصيل ما حدث معه مع أحد موظفي المركز الصحافي في المهرجان، قائلاً: "رد يوسف الموظف في مهرجان الجونة بعد أسبوعين من استلامه جوازي وجواز سفر فاتن زوجتي تلبيةً لطلبه، كونه المسؤول عن نقلنا من البعنة شمال فلسطين إلى ضفاف البحر الأحمر (مصر)، حيث يقام الجونة، وسألني إن كنت أملك جوازاً آخر لأنّ المهرجان لا يتعامل مع هذا النوع من الجوازات، مع العلم أن صاحب هذه البطاقة أو الجواز مدعو مع فيلمه الفلسطيني إلى المهرجان".

وأضاف: "قلت ليوسف نعم أملك جوازاً آخر لكن لن أقبل أن أستعمله في دولة تقيم علاقات من دون خجل وبكل شفافية مع إسرائيل، أنا هنا لن أقبل أن أكون أداة ولن أعطيها فرصة تبييض صفحتها على حسابي، لهذا قررت مقاطعة المهرجان. لن أعطيهم هذا الشرف، وليعلم العالم أن جواز السفر الذي نملكه رغماً عنّا هو ما أبقى هذا التراب مكانه، الاحتلالات سوف تستمر ما دام الجهل يحتل البطيخات التي تحملون على رقابكم. ونحن هنا لا نتوسل الصدقات من أحد، وجوازاتنا الفلسطينية بكل فخر نستعملها عندما نزور الحبيبة تونس ولبنان الشرف وسورية الحرة حالياً".

والممثل صالح بكري قال إنّ مخرجاً مصرياً رفض الانضمام إليه في مشروع لأنه (بكري) يستخدم جواز سفر إسرائيلياً، مضيفاً: "لكنّ السلطات المصرية لن تقبل جواز السفر الفلسطيني لأنه لا يوجد فيه رقم هوية".

محمد بكري
العام الماضي قاطع الفنان والمخرج الفلسطيني، محمد بكري، مهرجان الجونة السينمائي في مصر، والذي كان قد أعلن عن تكريمه في حفل الافتتاح، ثم أُرجأَ التكريم إلى حفل الختام. وقال بكري في تصريحات صحافية إنه جرى الترتيب معه ليكون في المهرجان قادماً عبر إيطاليا إلى مطار القاهرة، ولكنه قرر المقاطعة احتجاجاً على ما تعرض له المخرج الفلسطيني، سعيد زاغة، من إذلال من قبل السلطات المصرية في مطار القاهرة، إذ تعرض للإذلال والاحتجاز لمدة 12 ساعة في المطار قبل إعادته إلى لندن.

وقال محمد بكري إن "صرختي ليست ضد المهرجان، بل ضد السلطات المصرية والعربية والعالمية. أقوم بما أقوم به الآن احتجاجا على ما حدث معي سابقاً، وما حدث مع علي سليمان، ابن الناصرة، أيضا الذي كان من المفترض أن يشارك ضمن لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة قبل عدة سنوات وتعرض للإذلال، وتكرر السيناريو معي كذلك. هذا السيناريو يحصل مع مئات آلاف الفلسطينيين في كل مطارات العالم، ولذلك صرختي موجهة للعالم عامة وللعرب خاصة".

وأضاف: "لن أخون نفسي ولن أخون وطني، فهذا واجب عليّ من خلال عملي الفني من خلال المسرح والسينما الذي كرسته لقضيتي، وأنا متأمل ومتفائل رغم كل شيء. لن يسرقوا مني سعادتي وبسمتي، لا الاحتلال الإسرائيلي ولا الاضطهادات العربية ولا التنكر لقضيتي. لن أهزم ولن يسرقوا فرحي وحبي للناس وحب الناس لي، هذا هو بيت القصيد وخبزي، لولا حب الناس وتقديرهم لي لما استطعت المواصلة، هم من يعطوني الأمل والتفاؤل، وهذا هو الامتداد الذي بيني وبينهم".

وختم بكري قائلاً: "أحيي كل فنان ملتزم بقضية شعبه، ويتحدث عن وجعه وآماله وأحلامه، وأثق بأن عمر الزهيري مخرج فيلم ريش الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كانّ يؤلمه قلبه على مصر، وإظهاره للاضطهاد الذي يعيشه الإنسان المصري في فيلمه ليس كراهية بمصر بل حباً لبلده وشعبه".

سعيد زاغة
عام 2021، تعرض المخرج الفلسطيني، سعيد زاغة، لمضايقات أمنية في مطار القاهرة الدولي، لدى وصوله إلى القاهرة، بدعوة من مهرجان الجونة السينمائي للمشاركة في دورته الخامسة. وكتبت الناقدة علا الشيخ عبر صفحتها على "فيسبوك": "اعتبروه رجاء... عندما يتم دعوة سينمائي فلسطيني إلى أي مهرجان سينمائي عربي، يجب عليكم التأكيد أنه سيدخل تلك البلاد العربية، لا أن يتم حبسه في التخشيبة واقتياده كمجرم إلى الطائرة ومصادرة جواز سفره".

وأضافت: "ما حدث مع المخرج سعيد زاغة يشبه ما حدث مع علي سليمان ومع كثيرين غيرهما.. سعيد زاغة لبى دعوة مهرجان الجونة السينمائي وتحمس ليكون في منصتها، لكنه تعرض لإهانة كبيرة في المطار وتم وضعه في التخشيبة لمدة 12 ساعة وإرساله في اليوم التالي مع رجل أمن برتبة عقيد إلى الطائرة".

وتابعت الشيخ: "قبل دعوة أي فلسطيني أكدوا له أنه سيدخل بلادكم، لأن عودته إلى بلده أو منفاه بهذه الطريقة ستضيف إلى الوجع الفلسطيني وجعاً لا يمكن تفسيره.. نعم، بات يدرك الفلسطيني أنه في طريق النبذ وحرية حركته باتت مهددة". وقالت الناقدة الفلسطينية: "السينمائي الفلسطيني ليس مجرماً". وتابعت: "ملاحظة: سعيد زاغة يحمل الجواز الفلسطيني ومقيم في لندن".

وعلّق زاغة على منشور الشيخ قائلاً: "تجربة مريرة ومهينة جداً يا علا، لدرجة أنهم منعوني من شرب الماء لمدة ست ساعات وحكولي عدة مرات: ممنوع ودي التعليمات، إلى أن عطف علي صدفة في الآخر أحد موظفي شركة الطيران. شكراً لكتابتك ولرفعك صوت السينمائي الفلسطيني".

إيهاب عسل
عام 2014، فرفضت سلطات مطار القاهرة التصريح بدخول مدير التصوير الفلسطيني إيهاب عسل إلى الأراضي المصرية، لتصوير بعض مشاهد فيلم المخرج هاني أبو أسعد، حيث وصل إلى مصر مع أبو أسعد لتصوير جزء من فيلمه الجديد في مصر، لكن سلطات المطار أوقفت الفريق، وتم حجز عسل ومُنع الاتصال به، وتقرر منعه من الدخول.

ووقتها قال المخرج والسيناريست المصري محمد دياب على صفحته الشخصية على "فيسبوك" إن المنتج محمد حفظي وهو المنتج المنفذ للجزء الخاص بالفيلم في مصر، حاول الوصول للمسؤولين والمعنين بالثقافة في مصر، لكنه فشل وتم ترحيل الرجل إلى الأردن، وبناءً عليه قرر هاني أبو أسعد إلغاء التصوير في مصر والانتقال إلى الأردن لتصوير مشاهد الفيلم هناك.

المساهمون