توقيف الصحافية ناديجدا كيفوركوفا المؤيدة لفلسطين في روسيا

توقيف الصحافية ناديجدا كيفوركوفا المؤيدة لفلسطين في روسيا

07 مايو 2024
أصدرت كيفوركوفا عدة كتب حول القضية الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ناديجدا كيفوركوفا، صحافية روسية مؤيدة للقضية الفلسطينية، تواجه اتهامات بتبرير الإرهاب قد تؤدي لسجنها لتسع سنوات، بعد العثور على مواد ومعدات تصوير تدعم القضايا الإسلامية والفلسطينية في شقتها.
- الاعتقال يأتي في ظل جدل حول إعادة نشر كيفوركوفا لمواد تتعلق بهجوم شيشاني في 2005 واتهامات بالتواصل مع متورطين في أنشطة إرهابية، بينما يدافع محاميها مشيرًا إلى أن الحكومة الروسية لا تعتبر طالبان حركة إرهابية.
- ردود فعل متباينة تجاه اعتقالها، بما في ذلك تعاطف من الكاتب إسرائيل شامير والناشطة إيكاترينا غوردون التي ناشدت الرئيس الشيشاني لإطلاق سراح كيفوركوفا، مؤكدة على جهودها في مكافحة الإسلاموفوبيا ودعم الفلسطينيين.

بعد ساعات على اعتقال الصحافية الروسية ناديجدا كيفوركوفا المعروفة بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، أكد محاميها أن لجنة التحقيق الروسية وجهت إليها اتهامات بـ"تبرير الإرهاب"، ممّا يعني إمكانية حبسها لمدة تصل إلى تسع سنوات في حال ثبتت التهمة.

ونشرت عدة مواقع روسية مقاطع توثق دخول ضباط من الشرطة الروسية إلى شقة كيفوركوفا، الاثنين، ويظهر في الفيديو علم لحزب التحرير، ولوحة تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وشهادات تقدير من مؤسسات عربية، وكذلك معدات للإضاءة والتصوير في الغرفة التي كانت تجهز فيها فيديوهات حول قضايا تخص الأوضاع في روسيا والعالم، مع التركيز على مواضيع المسلمين والأوضاع في فلسطين.

وأثار اعتقال ناديجدا كيفوركوفا جدلاً وتساؤلات حول الدوافع وراء ذلك، بعدما ذكرت صحيفة إزفيستيا، الممولة من الحكومة، أن الاعتقال جاء على خلفية "إعادة نشر مواد تتعلق بهجوم نفذته مجموعة شامل باسييف الشيشانية المتهمة بالإرهاب في نالتشيك عام 2005. كما ادعت الصحيفة أن كيفوركوفا "تحافظ على اتصالات ودية مع الأشخاص المتورطين في الأنشطة الإرهابية وتمويل تنظيم داعش".

وذكر المحامي كالوي أخيلغوف عبر قناته على "تليغرام" أن موكلته متهمة بإعادة نشر نص كتبه الصحافي أورخان جمال في عام 2010، يتحدث عن الهجوم على مدينة نالتشيك، جنوبي روسيا، عام 2005. أشار إلى أن كيفوركوفا أعادت نشر النص في 2018، بعد وقت قليل من مقتل صديقها أورخان مع عدد من زملائه في جمهورية أفريقيا الوسطى في حادثة حملت المعارضة مجموعة فاغنر المسؤولية عنها.

وخلص المحامي إلى أن المنشور ليس من كتابتها، ومن ثم قد لا يعكس آراءها. أما المنشور الثاني فيتعلق، بحركة طالبان ويعود إلى عام 2021، علماً أنّ المحامي استعان بتصريحات مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان السفير زامير كابولوف، ليؤكد أن الحكومة الروسية لا تعتبر طالبان حركة إرهابية.

كذلك أعاد المحامي نشر تصريحات في عام 2018، قال فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "لم نخف أبداً حقيقة أننا نقيم اتصالات مع طالبان، فهي جزء من المجتمع الأفغاني"، مبدياً استغرابه توجيه اتهامات إلى موكلته حول العلاقة مع الحركة.

ناديجدا كيفوركوفا تدفع ثمن دعم فلسطين

في تعليقه على أنباء اعتقال كيفوركوفا، أعرب الكاتب اليهودي الروسي إسرائيل شامير، والمعروف بكتبه ومقالاته الداعمة للفلسطينيين عن أسفه، وكتب على "فيسبوك": "قُبض على ناديجدا كيفوركوفا! أهل العلم يقولون هذا عمل اللوبي الإسرائيلي. ربما! للأسف اللوبي الإسرائيلي قوي في كل مكان، بما في ذلك روسيا. إنه لأمر مؤسف، ليس فقط لأن الأشخاص الطيبين يعانون، ولكن أيضاً لأن أعداء هذا اللوبي هم أكثر أصدقاء روسيا موثوقية!".

وألفت ناديجدا كيفوركوفا عدة كتب أهمها: "فلسطين: المقاومة" و"فلسطين: إذا كان عليّ أن أموت"، و"القدس: إذا كنت أنسى". كما أنها تدير قناةً على "تليغرام" تضم أكثر من تسعة آلاف مشترك. وبمراجعة بسيطة لقناتها يبدو واضحاً أن معظم محتواها مخصص لدعم الفلسطينيين، ولفضح الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، ممّا يرجح أن يكون اللوبي الإسرائيلي مسؤولاً عن التحريض عليها، وتلفيق التُّهم لها.

وقال الصحافي العربي المقيم في موسكو، رائد جبر، عبر فيسبوك: "الصحافية والكاتبة الروسية ناديجدا كيفوركوفا، صديقة فلسطين وواحدة من أبرز المدافعين عن شعبها وقضيتها أزعجت كثيراً اللوبي الموالي لإسرائيل في الإعلام الروسي"، معتبراً أنّ الاتهامات "مثيرة للضحك"، وبأن كيفوركوفا "تدفع ثمن مواقفها الداعمة للفلسطينيين".

من جانبها، ناشدت المحامية والناشطة الحقوقية الروسية إيكاترينا غوردون الرئيس الشيشاني رمضان قديروف التدخل لإطلاق سراح زميلتها، وقالت في رسالة مفتوحة بعنوان "صيد المدافعين عن فلسطين": "حاربت كيفوركوفا لسنوات طويلة الإسلاموفوبيا ووقفت إلى جانب أكثر الناس اضطهاداً على وجه الأرض: الفلسطينيين". أضافت: "الآن يريدون إسكاتها واتهامها بذرائع واهية، ويقف وراء العملية الصهاينة الذين يريدون أن يبقى العالم كله صامتاً بينما يُقتل آلاف الأطفال في غزة".

بدوره، دافع الكاتب المعروف بتأييده للفلسطينيين، مكسيم شيفشينكو، عن قرينته السابقة كيفوركوفا ووصف التُّهم الملفقة ضدها بأنها "مضحكة" واعتبرها "استهانة بوعي الرأي العام في روسيا"، داعياً إلى الإفراج عنها.

وانطلقت مسيرة ناديجدا كيفوركوفا في الصحافة قبل قرابة ثلاثة عقود، وعملت مراسلة في دول الشرق الأوسط وشمال القوقاز، ونشرت تحقيقات ومقالات في صحيفتي "نيزافيسيمايا غازيتا" و"نوفايا غازيتا" وشبكة روسيا اليوم وراديو سفوبودا.

المساهمون