"بِن أميركا" لن توزع جوائزها الأدبية هذا العام

"بِن أميركا" لن توزع جوائزها الأدبية هذا العام

23 ابريل 2024
تظاهرة لطلاب جامعة نيويورك: "يجب التصدي لإسرائيل"، 22 إبريل 2024 (فاتح أكتاش/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منظمة PEN America الأدبية البارزة في الولايات المتحدة تلغي حفل توزيع جوائزها السنوي المقرر في 29 إبريل/نيسان بسبب انسحاب العشرات من الكتّاب المرشحين احتجاجًا على موقف المنظمة من العدوان الإسرائيلي على غزة.
- 31 مؤلفًا ومترجمًا يسحبون أعمالهم من المنافسة أو يرفضون الجوائز لعام 2024، معبرين عن استيائهم من فشل المنظمة في "حماية" الكتّاب الفلسطينيين، وتوقيع 30 كاتبًا رسالة تطالب بالاستقالة الفورية للقيادات العليا.
- الرئيسة التنفيذية لـ"PEN America" وكبيرة مسؤولي الشؤون الأدبية يعبران عن أسفهما للوضع الناجم عن الانسحابات، مؤكدين على التحديات التي تواجه المؤسسات الأدبية والثقافية في التعامل مع القضايا السياسية والإنسانية.

ألغت المنظمة الأدبية البارزة بِن أميركا PEN America حفل توزيع جوائزها السنوي، بعد انسحاب العشرات من الكتّاب المرشحين احتجاجاً على موقفها من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأعلنت المؤسسة الأميركية، أمس الاثنين، إلغاء الحدث الذي كان مقرراً تنظيمه في 29 إبريل/نيسان الحالي.

وكان 31 مؤلفاً ومترجماً سحبوا أعمالهم من المنافسة أو رفضوا جوائز منظمة بِن أميركا Pen America الأدبية لعام 2024، بسبب "فشلها في حماية" الكتّاب الفلسطينيين في غزة، إذ سحب تسعة من أصل عشرة مرشحين لجائزة بِن/جين ستاين للكتاب PEN/JeanStein، وقيمتها 75 ألف دولار، كتبهم من قائمة الترشيحات، وبينهم كريستينا شارب وكاثرين لاسي وجوزيف إيرل توماس. كما وقّع 21 كاتباً من الكتّاب المنسحبين، إضافة إلى تسعة آخرين، رسالة، الثلاثاء الماضي، تطالب بالاستقالة الفورية للرئيسة التنفيذية للمنظمة سوزان نوسيل والرئيسة جينيفر فينّي بويلان وكل أعضاء اللجنة التنفيذية. وتأتي هذه الخطوة وسط حركة احتجاجية متنامية في الولايات المتحدة دعماً للفلسطينيين في غزة.

وفي البيان الصادر أمس الاثنين، قالت الرئيسة التنفيذية لـ"بِن أميركا" سوزان نوسيل: "هذا حدث محبوب ويتطلب قدراً هائلاً من العمل، لذلك نأسف جميعاً على هذه النتيجة، ولكننا خلصنا إلى أنه لم يكن من الممكن تنظيم احتفال بالطريقة التي كنا نأملها وخططنا لها".

وعلقت كبيرة مسؤولي الشؤون الأدبية في "بِن أميركا" كلاريس روساز شريف: "نحن نحترم بشدة احتكام الكتّاب لضمائرهم، سواء اختاروا البقاء مرشحين في فئاتهم أم لا". وأضافت: "نأسف لأن هذا الوضع غير المسبوق حجب الأضواء عن الأعمال الاستثنائية التي اختارتها لجنة تحكيم محترمة ومتبصرة".

كان الكتّاب استنكروا في رسالة مفتوحة، الثلاثاء الماضي، "التناقض الصارخ" في مواقف "بِن أميركا" وفروعها الأخرى حول العالم، فـ"بِن الإنكليزية English PEN وبِن الأيرلندية Irish PEN وبِن الويلزية Wales PEN انتقدت علناً دعم حكومة المملكة المتحدة لإسرائيل، وطالبت بإجراء تحقيقات في صفقات بيع الأسلحة لها، وطالبت بالضغط سياسياً على إسرائيل كي تمتثل للقانون الدولي. في المقابل، لم توجه بِن أميركا أي انتقاد إلى التواطؤ الأميركي في قصف قطاع غزة". ولفتت الرسالة إلى أن العديد من الموقعين الذين لا يزالون في بداية مسيرتهم المهنية و"يعتمدون على أموال الجائزة لتمويل احتياجاتهم الأساسية" يفهمون "الأخطار التي سيتكبدونها جراء صدهم منظمة تحتكر وتسيطر على المجتمع الأدبي".

ويأتي انسحاب الكتّاب من المنافسة على جوائز المنظمة الأميركية بعدما كان زملاء لهم قد انسحبوا من دورة هذا العام من مهرجان "بِن وورلد فويسز" PEN World Voices. ففي مارس/آذار الماضي، وقّع الكتاب على رسالة مفتوحة اتهموا فيها "بِن أميركا" بـ"خيانة التزامها المعلن بالسلام والمساواة للجميع وبالحرية والأمن للكتّاب في كل مكان". واحتج الكتّاب الذين لن يشاركوا في المهرجان هذا العام على عدم بذل "بِن أميركا" ما يكفي لتسليط الضوء على "الحجم والنطاق للاعتداءات التي تستهدف الصحافيين في غزة، أو على الخطاب الفلسطيني والقطاع الثقافي كلّه".

ردّت حينها المؤسسة الأميركية ببيان جاء فيه أن أعضاءها "يشهدون مذعورين الخسائر الوحشية والمعاناة الإنسانية"، و"اعترفوا بالتحديات التي تواجهها المؤسسات الأدبية والثقافية في جهودها للتطرق إلى الصراع". وأشارت "بِن أميركا" إلى أنها لم تحسم حتى هذه اللحظة موعد إقامة المهرجان، وأنها لا تستطيع تقديم تفاصيل حول ما إذا كان الحدث سيتطرق إلى العدوان الذي تشهده غزة أم لا.

وفي فبراير/ شباط الماضي، وقّع مئات الكتّاب رسالة تطالب المؤسسة "بالرد على التهديد الاستثنائي الذي تمثله الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين على حياة الكتّاب في فلسطين وعلى حرية التعبير في كل مكان". وفي حين وقع ما يقرب من 50 مركزاً من مراكز "بِن" على دعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة في أواخر أكتوبر، لم تنضم "بِن أميركا" إليها حتى 20 مارس، وهو ما اعتبره العديد من الكتّاب المحتجين متأخراً للغاية.

المساهمون