هل تناول القهوة على معدة فارغة ضار؟

هل تناول القهوة على معدة فارغة ضار؟

24 ابريل 2024
مرارة القهوة قد تحفّز إنتاج حمض المعدة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تحظى القهوة بشعبية كبيرة عالميًا كمشروب أساسي صباحي، لكنها قد تسبب مشاكل صحية مثل حرقة المعدة والقرحة لدى الأشخاص ذوي الحساسية العالية لمرارتها.
- استهلاك القهوة على معدة فارغة قد يؤثر على مستويات الكورتيزول، مع الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يتناولونها بانتظام قد يتأثرون بشكل أقل بالآثار السلبية للكورتيزول المرتفع.
- الاستهلاك المفرط للقهوة يمكن أن يؤدي إلى الإدمان ويسبب آثار جانبية مثل القلق وارتفاع ضغط الدم، مع توصية بتجنبها في وقت متأخر من اليوم والحد من استهلاكها للنساء الحوامل.

تحلّ مستويات استهلاك القهوة في المرتبة الثانية بعد الماء في بعض البلدان. يستمتع كثير من الناس بشربها أول شيء في الصباح، قبل تناول وجبة الإفطار. ولكن بعض الآراء تقول إن تناولها على معدة فارغة قد يسبب مشاكل صحية، فما حقيقة ذلك؟

هل القهوة مصدر للحرقة؟

تظهر الأبحاث أن مرارة القهوة قد تحفّز إنتاج حمض المعدة، وبالتالي قد تسبب حرقة المعدة والقرحة والغثيان والارتجاع الحمضي وعسر الهضم، وتؤدي إلى تفاقم أعراض اضطرابات الأمعاء، مثل متلازمة القولون العصبي. ومع ذلك، فشلت الأبحاث في العثور على صلة قوية بين تناولها ومشاكل الجهاز الهضمي. فبعض الأشخاص لديهم حساسية شديدة للقهوة، ويعانون دائماً من حرقة المعدة أو القيء أو عسر الهضم، بغض النظر عما إذا كانوا يشربونها على معدة فارغة، أو مع الطعام. لذلك، من المهم التنبّه إلى كيفية استجابة الجسم، فعند حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي بعد شرب القهوة على معدة فارغة يجب التوقف عن تناولها.

تحفيز للكورتيزول

من الحجج الأخرى الشائعة أن شرب القهوة على معدة فارغة قد يزيد من مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول). تُنتج هذا الهرمون الغدد الكظرية، ويساعد الكورتيزول على تنظيم عملية التمثيل الغذائي وضغط الدم ومستويات السكر فيه، ولكن المستويات المفرطة منه يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية، بما في ذلك فقدان العظام، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع 2، وأمراض القلب. وتبلغ مستويات الكورتيزول ذروتها بشكل طبيعي عند الاستيقاظ، وتنخفض على مدار اليوم.

والقهوة تحفز إنتاج الكورتيزول، لذلك يعتقد بعضهم أن شربها أول شيء في الصباح عندما تكون مستويات الكورتيزول مرتفعة يمكن أن يكون خطيراً. ولكن زيادة إنتاج الكورتيزول بعد تناولها يبدو أقل بكثير عند الأشخاص الذين يشربونها بانتظام. وتظهر بعض الدراسات عدم وجود ارتفاع في الكورتيزول على الإطلاق بعد تناول القهوة عند هؤلاء الأشخاص. كما بيّنت الأبحاث أنه عند تناولها بكثرة فإن أي زيادة في مستويات الكورتيزول تبدو مؤقتة، ولن تؤدي إلى مضاعفات صحية على المدى الطويل. لذلك، من المرجح أن تكون الآثار السلبية للمستويات المرتفعة من الكورتيزول ناتجة عن اضطراب صحي، مثل متلازمة كوشينغ، أكثر من تناول القهوة، بغض النظر عما إذا شُربت على معدة فارغة أو مع الطعام.

آثار جانبية أخرى

يمكن أن يسبب الكافيين الإدمان، وتلعب الوراثة دوراً في جعل بعض الأشخاص حساسين له، وذلك لأن تناول القهوة بانتظام يمكن أن يغير كيمياء الدماغ، ما يتطلب كميات أكبر تدريجياً من الكافيين لإعطاء التأثيرات نفسها. كما أن شرب كميات زائدة من القهوة قد يؤدي إلى القلق والأرق وخفقان القلب وتفاقم نوبات الهلع، وقد يؤدي أيضاً إلى الصداع والصداع النصفي، وارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأفراد. لهذا يتفق معظم الخبراء على أنه يجب عليكم تحديد كمية الكافيين التي تتناولونها بما لا يتجاوز 400 ملغ يومياً، أي ما يعادل أربعة إلى خمسة أكواب من القهوة.

وقد تعطّل القهوة أيضاً النوم، خاصة عند تناولها في وقت متأخر من اليوم، لأن آثارها يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى سبع ساعات لدى البالغين. كما يمكن للكافيين عبور المشيمة بسهولة، ويمكن أن تستمر آثاره لمدة تصل إلى 16 ساعة لدى النساء الحوامل وأطفالهن، لذلك يوصي الأطباء النساء الحوامل بالحد من تناول القهوة إلى كوب أو اثنين يومياً.

المساهمون