"داعش" يواصل جني أموال النفط

24 أكتوبر 2015
داعش يكرر النفط بوسائل بدائية (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -
أظهرت بيانات من مصادر مختلفة أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ما يزال يواصل جني ما يصل إلى 50 مليون دولار شهرياً من بيع النفط الخام من حقول خاضعة لسيطرته في العراق وسورية، وذلك في إطار صناعة أخفقت الغارات الأميركية في وقفها حتى الآن، وفقا لمسؤولين أميركيين وعراقيين.
وتعد مبيعات النفط المصدر الأكبر والوحيد للدخل المتواصل بالنسبة لداعش، والسبب الرئيسي في قدرته على مواصلة السيطرة على مساحة كبيرة من أراضي العراق وسورية.
وفي ظل وجود أموال لإصلاح البنية التحتية ودعم السخاء الذي يضمن ولاء المقاتلين، تمكن التنظيم من الصمود في مواجهة قتال ميداني ضد خصومه، وحملة قصف جوي أميركية القيادة مستمرة منذ أكثر من عام.
ليس هذا فحسب، وإنما تمكن التنظيم أيضا وفق مسؤول أميركي بارز على معرفة مباشرة بقطاع النفط لدى التنظيم في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، من جلب معدات وخبراء تكنولوجيا للمحافظة على سير الصناعة، مضيفا أن إدارة داعش للنفط "دقيقة بشكل متزايد".
ويبيع "داعش" النفط الخام إلى مهربين بأسعار مخفضة، بنحو 35 دولارا للبرميل الواحد، وفي بعض الأحيان بـ 10 دولارات، وهو ثمن بخس مقارنة مع 50 دولارا للبرميل في الأسواق الدولية حاليا، وفق مسؤولين عراقيين.
لكن عبد القادر علاف، معاون وزير النفط بالحكومة السورية المؤقتة قال لـ"العربي الجديد" إن داعش يبيع نفطه للمناطق المحررة أيضا بسعر يبلغ نحو 20 دولارا للبرميل، ويتم تكريره بأشكال بدائية، كما يبيع لنظام بشار الأسد عبر وسطاء.
ويعتقد أن التنظيم يستخرج زهاء 30 ألف برميل من النفط يوميا من سورية، وفي العراق ما بين 10 آلاف و20 ألف برميل يوميا.

وأظهر تقرير صدر عما يطلق عليه التنظيم "ديوان الركائز" - نسخته الخاصة من وزارة المالية - والذي اطلعت عليه أسوشيتدبرس في بغداد، أن عائدات التنظيم من مبيعات النفط من سورية وحدها وصل في أبريل/نيسان الماضي فقط إلى 46.7 مليون دولار.
وورد في التقرير أيضا أن عدد حقول النفط الخاضعة لسيطرة التنظيم في سورية وصل إلى 253، من بينها 161 حقلا عاملا. ويدير هذه الحقول 275 مهندسا و1107 عمال، وفقا للتقرير.
ووفقا لتقديرات دانيل غلاسر، المسؤول بوزارة الخزانة الأميركية، فإن عائدات النفط التي يجنيها التنظيم تصل إلى 500 مليون دولار سنويا، بخلاف مئات الملايين سنويا من "الضرائب" التي يفرضها على النشاطات التجارية في مناطق خاضعة لسيطرته.
وحتى الآن، لم تقصف الغارات الجوية الروسية التي انطلقت في سورية الشهر الماضي، البنية التحتية النفطية للتنظيم، بينما قصفتها أميركا في بعض الأحيان.
بيد أن الصناعة الدقيقة لم تتضرر كثيرا، لدرجة أن التنظيم بات يعول على إنتاج النفط. وقال هاشم الهاشمي، الخبير العراقي المعني بشؤون التنظيم، إن داعش يمنح بعض مهندسي النفط العراقيين ما بين 300 وألف دولار يوميا لمعالجة مشكلات تقنية.
وبحسب الباحث السوري سليمان عبد النبي في تصريح لـ"العربي الجديد"، فإن إنتاج داعش للنفط تأثر بالضربات الجوية، ليتراجع من نحو 100 ألف برميل يوميا قبل نحو عامين إلى أقل من 40 ألف برميل حاليا، فضلاً عن تهالك المعدات وعدم وجود ما يكفي من فنيين.

اقرأ أيضا: تفاهمات سريّة بين الأسد و"داعش" لتوليد الكهرباء