الرئيس الإيراني في باكستان: الغاز والتجارة يتصدران الملفات

الرئيس الإيراني في باكستان: الغاز والتجارة يتصدران الملفات

22 ابريل 2024
مباحثات الرئيس الإيراني في باكستان تركز على القضايا الحدودية والتجارة وفق قوله (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لباكستان تركز على تعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية، مع مباحثات حول الأمن، الحدود، والطاقة.
- مشروع "أنابيب السلام" لنقل الغاز من إيران إلى باكستان يواجه تحديات بسبب الضغوط الأميركية والسعودية، وتقاعس باكستان عن إكمال جزئها.
- التنافس بين إيران والسعودية على تعزيز العلاقات مع باكستان يظهر خلال الزيارة، مع سعي باكستان للموازنة بين العلاقات مع الدولتين وتحقيق نمو تجاري.

يتصدر الاقتصاد أجندة زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى باكستان، والتي بدأها يوم الاثنين لمدة يومين، إذ قال في تصريحات من مطار طهران قبيل توجهه إلى إسلام أباد، إن زيارته تهدف إلى الرقي بالتجارة مع باكستان.

وقال رئيسي للتلفزيون الإيراني إن مباحثاته مع المسؤولين الباكستانيين تركز على القضايا الأمنية والحدودية والتجارية، خاصة في مجالات الطاقة والنفط والغاز والبتروكيمياويات.

وفي السياق، يؤكد الخبير الإيراني في العلاقات الإيرانية الباكستانية بير محمد ملازهي لـ"العربي الجديد"، أن الاقتصاد يشكل الأولوية بين أجندة وعناوين زيارة رئيسي إلى باكستان، مشيراً إلى أن الرئيس الإيراني سيسعى خلال الزيارة إلى إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية لتعزيز الروابط التجارية مع البلد الجار.

يقول ملازهي إن "أهم ما يتصدر أجندة رئيسي الاقتصادية في زيارته هو تفعيل مشروع خط نقل الغاز الإيراني إلى باكستان، المعروف بـ"أنابيب السلام"، مشيرا إلى أن "الضغوط الأميركية أوصلت استكمال المشروع إلى المأزق بعدما انسحبت منه الهند عام 2009، ثم تقاعست باكستان عن الاستمرار فيه بسبب الضغوط الأميركية وأحياناً السعودية".

وأطلقت حكومتا إيران وباكستان بحث مشروع خط أنابيب الغاز عام 1994، قبل إبرام اتفاقية أولى بهذا الشأن عام 1995، ثم التحقت الهند بالمشروع عام 1999، من خلال التوقيع على اتفاق مماثل مع طهران لإيصال خط الغاز إلى أراضيها، ولذلك تم تسمية المشروع على أنه خط السلام لنقل الغاز.

غير أن نيودلهي انسحت من المشروع عام 2009، ثم كثفت واشنطن ضغوطها على إسلام أباد لتتخلى هي أيضا عنه، مقابل تقديم مساعدات لها لبناء محطة للغاز المسال على الأراضي الباكستانية، ثم دعم مشروع استيراد الكهرباء من طاجيكستان عبر الأراضي الأفغانية.

ورفضت باكستان المقترحات الأميركية، لكنها في الوقت ذاته لم تقدم على استكمال مشروع مد أنابيب الغاز الإيراني الذي استكملت طهران من جهتها عام 2011 إيصال هذه الأنابيب حسب الخبير ملازهي إلى معبر "بيشين" الحدودي بين إيران وباكستان.

وكان من المقرر تدشين خط الغاز الإيراني عام 2015، لكنه لم يتم من جراء العقبات. وخلال العامين الأخيرين، هددت إيران باللجوء إلى المحاكم الدولية لمقاضاة باكستان، لطلب تعويض بقيمة 18 مليار دولار عن الخسائر التي تعرضت لها.

وبينما قامت إيران ببناء أكثر من 900 كيلومتر من خط الأنابيب في أراضيها، فإن الجزء الباقي في باكستان البالغ طوله 250 كيلومتراً لم يكتمل بعد، وفق تقرير لصحيفة "داون" الباكستانية في مارس/آذار الماضي.

كذلك نقلت صحيفة "ذا نيوز إنترناشونال" الباكستانية مؤخراً عن مسؤولين باكستانيين قولهم إن طهران حددت الموعد النهائي لتنفيذ المشروع بـ 180 يوماً حتى سبتمبر/أيلول المقبل.

وأشارت وسائل إعلام باكستانية، خلال فبراير/شباط الماضي، إلى موافقة مجلس وزراء الحكومة الانتقالية في باكستان على مشروع القانون المتعلق ببناء خط أنابيب الغاز بطول 81 كيلومتراً من الحدود المشتركة مع إيران إلى ميناء جوادار في مقاطعة بلوشستان الباكستانية وأعطى الضوء الأخضر لتنفيذه، وفق ما أوردت وكالة "مهر" الإيرانية.

تنافس إيراني سعودي

ولطالما شكلت باكستان ساحة تنافس بين إيران والسعودية، وفق الخبير الإيراني بير محمد ملازهي الذي يقول إن "زيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان سبقته زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وسط حديث عن زيارة محتملة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

ويضيف ملازهي أنّ السعودية بصدد ضخ استثمارات كبيرة في السوق الباكستانية، مشيراً إلى أن إسلام أباد في عهد رئيس وزرائه الجديد شهباز شريف على ما يبدو بصدد الموازنة في العلاقات مع كل من طهران والرياض لجني ثمار اقتصادية من العلاقات مع البلدين.

ويشير إلى أن ثلاث مناطق ومعابر حدودية نشيطة حالياً للتجارة بين إيران وباكستان هي تفتان وسراوان وريمدان.

وفيما أكد الرئيس الإيراني اعتزام بلاده رفع حجم التجارة مع باكستان إلى 10 مليارات دولار، سجلت هذه التجارة خلال العام الماضي رقماً قياسياً، إذ تخطت 2.5 مليار دولار.

المساهمون