"إنما المسوخ إخوة": في هجاء الخوف

20 مايو 2016
(مازن السيد "الراس" في إحدى حفلاته)
+ الخط -
أتوا من أوجاع مختلفة ليوّحدهم الرفض في ساحات بيروت؛ اختناق اللبناني بنفاياته وساسته، وخذلان السوري ممن يتاجرون بوطنه صباح مساء، ولا تكتمل صورتهم إلاّ بالفلسطيني المثقل بالذكريات والخسارات خاصة إذا تخلّلتها محطّة شاميةّ أليمة.

بعد حفلتهم "شد عصب" في آب/ أغسطس الماضي في بيروت، والتي خرجت على إثرها مظاهرة سياسية، لا يخفي المغنون الستة رغبتهم في حشد جماهيرهم بالغضب في التاسعة من مساء اليوم (الجمعة 20 أيار/ مايو) في "مترو المدينة" في بيروت في حفل موسيقي بعنوان "إنما المسوخ إخوة".

يشارك في الحفل كل من: مازن السيّد الملقب بـ"الراس" وناصر الدين "الطفّار" من لبنان، وهاني السوّاح "الدرويش" و"الأصلي" من سورية، وفتحي رحمة "المحراك" ورائد غنيم من مخيم اليرموك في دمشق، والذين تعاون أكثر من واحد منهم في إصدار ألبوماتهم خلال السنوات الأخيرة الماضية.

تطرح هذه المجموعة قضايا في مستويات متعددة ومركبّة، إذ يهجون الحكومات العربية والسياسيين لازدواجية مواقفهم واستبدادهم السياسي واستغلالهم لشعوبهم، ويوّجهون انتقادات بالاسم والتفاصيل التي تروي حرمان وتهميش مناطق وفئات اجتماعية عديدة، وبرفضون التقسيمات الطائفية والمذهبية في سورية ولبنان وكل مكان.

تتقاطع هذه المجموعة بقناعة مشتركة تتمثل بضرورة ان يعبّر فن الراب عن هويّة عربية وتشتبك مع القضايا الراهنة بلا خوف، لتدفع الناس إلى رفض التسليم بالواقع السياسي وانحطاطاته والثقافة الاجتماعية السائدة التي تهميّمن عليها قوى تعاكس التغيير، إضافة إلى نقدهم المتواصل لانتهازية كثيرين باسم الدين.

تنتشر هذه الأغاني ربما لأدائها في الشوارع والأماكن العامة، ولأنها تتجاوز خطوطاً حمر يتحرّج البعض من التطرق إليها. في إحدى أغاني الطفار، وقد سمّى نفسها بدلالة محلية في منطقته بعبلبك تشير إلى قطّاع الطرق النبلاء الذين يسرقون لمساعدة الفقراء، يقول فيها: "العفو ما بيعطوه مجرمين. كلن حرامية يخي.. كلن سراقين.. دولة شركة قسّموها باسم المذهب والدين. وين اللي سرق السوكلين سرق من الديْن والضرايب وفواتير التلفون والبنزين؟".

أما مازن السيد (الراس)، وهو كاتب وصحافي، فيقول في أغنيته "من ثائر": "..لما نحرر وطنا من الجهل المعيب. دم الشهدا لازم يغذي قلوب مش جيوب، نحنا بدمنا عم نقاتل والكرامة حقنا. مش تتستفيد البدلة وتقبض هي حقنا. مش تحتى تطول اللحية وتحبسلنا جسمنا".

المساهمون