القضاء على المعنى

القضاء على المعنى

05 فبراير 2016
تمام عزام/ سورية
+ الخط -

ليس نادراً أن تتحوّل الإشاعة أو الصورة الملفّقة أو الخبر الخاطئ إلى مرجعية منذ ظهورها على شاشة أو على ورق جريدة. لعل الكثير من مصير المنطقة العربية أحدثته تلك الألاعيب في الصورة وفي الأخبار.

لنتذكّر كيف تضخّمت أعداد المعتصمين في صور تلفزيونية من ميدان التحرير ليلة الانقلاب في 2013، أو كيف انتشرت صور الفتنة الطائفية في سورية والعراق، ثم لمّا فعلت فعلها وأسقطت ضحاياها، بدأ اكتشاف مغالطاتها. كما لا ننسى ما تفعله الصور الداعشية من وقع، وكيف تتلقّفها التحاليل الإعلامية.

من المفترض أن تكون القيمة المضافة لأي عمل صحافي، مكتوباً أو مرئياً، إضفاء المعنى على الأشياء التي تحدث. غير أن اللعبة الإعلامية التي دخلها العالم، خصوصاً مع بداية تغطية الحروب تلفزيونياً، جعلت من إضفاء المعنى لعبة خطرة؛ ففي هذا الحيّز يجري غالباً تسريب المغالطات، التي باتت تكاد تتحوّل إلى عملية برمجة توصل إلى نتائج شبه معلومة سلفاً.

دائماً، يجري التساؤل: لفائدة من هذا القضاء على المعنى؟ إنه سؤال يكاد يكون بلا معنى، خصوصاً أنه يُطرح وهذا الإعلام يسير بإيقاع جنوني لا يستطيع من خلاله التفكير في شيء. هذا الإيقاع الجنوني، للأحداث ولتناولها، هو أيضاً عامل تنويم للجمهور وللإعلام نفسه. ما دام الجميع منوَّماً، فلمن إذن يبحث بعضهم عن إنتاج المعنى؟

لعلّه آخر أشكال المقاومة لفرض الكفّ عن الخداع.



اقرأ أيضاً: طموح مشتّت

المساهمون