عرس سوري في المنفى

15 مايو 2015
"ثمّ ماذا"، لؤي كيالي، سورية
+ الخط -
الدّبيكة أَيضاً فتيةٌ منفيّون
مثل جميع أَهل العرس والضيوف لاجئون
من بلدٍ لا عودة عنه
ولا رجعة الآن إليه
"سنرجع..."
ذلك ليس مهمّاً وضاربُ الطبل في زفّة العروسين يبدو ليس مقتنعاً
ولا حاجة لكثير حرارة من طبله لتسقط ناطحات السحاب من حولنا...
أَريافٌ من الفقد
طريقٌ وعرةٌ من الدموع الناشفة
أَصبحتْ وراءنا
وجميع الطرق أَمامنا، الآن، سواء.
أما أَنتِ يا صغيرتي فستكبرين.

هو على أَية حال
عرسٌ آخر في المنفى.

***

هل يمكن يا صغيرتي - وأَنا مُمَدِّدٌ قدميّ على الأريكة - أَن أَكتب قصيدةً عن قدميك الصغيرتين
يقطعهما لغمٌ بين قريتين "على الحدود السورية الأردنية" - كما يقول خبرٌ في جريدة؟

إنّ كلّ شِعْر الكون لا يساوي اليوم فردتي حذاء
كان يمكن أَن تلبسيهما في العيد.

يا بنت الوطن الذي يمتدّ من جبال البختياري
إلى ما لا أَعرف أَين
الوطن الذي له هلالٌ خصيبٌ
ونجمةٌ سوريّةٌ في البحر
الوطن الذي لم يستطع في النهاية
سوى
أَن يقطَع قدميكِ.
المساهمون