في امتحان المذبحة

في امتحان المذبحة

10 فبراير 2024
رجُل فلسطيني في بيته الذي دمّره القصف الإسرائيلي على رفح، 10 شباط فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

لا أستطيع أن أكتب عن الحرب
لم تتركْ لي جداراً في الروح أكتبُ عليه
أَعدّ القتلى وأُعيد لهم أسماءَهم ووجوههَم
ثُمّ أكفّن ما تبقّى من كلمات قضت تحت الأنقاض وأسجيّها معهم
لا أستطيع أن أكتب عن الحرب
الحرب لا تقرأ
ولا يعنيها الشِّعر
والشرُّ يشتهي لغة ميّتة
لا أستطيع أن أكتب عن الحرب
لكن أستطيع أن أكتب عن الحرّية التي تمشي بعينَين مفزوعتين باحثةً عن أشلائها لتضمَّها
عن البيوت التي، إذ تُقصف، تهدهد جذورَها كالأشجار
عن الموت الذي يكتب الآن موتَه كآخر الشعراء الملعونين
عن الحياة التي تكتب الآن حياتها من البداية تماماً،
من الصرخة الأُولى والدمعة الأُولى والسماء الأُولى
الحياة التي تشتغل بمواد صلبة كالحُبّ والألم
وتنحت منها لغة قوية وهشّة لكي تنجح، مرًّة أُخرى، في امتحان المذبحة.


*شاعر من فلسطين

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون