سليم بك حسن.. استعادة رائد في علم المصريات

سليم بك حسن.. استعادة رائد في علم المصريات

20 سبتمبر 2023
سليم حسن
+ الخط -

نظّمت أمس "مكتبة الإسكندرية" بالتعاون مع "المتحف القومي للحضارة المصرية" معرضاً بعنوان "سليم بك حسن رائد علم المصريات"، وذلك بقاعة المحاضرات في مقرّ المتحف. يأتي المعرض، الذي يستمرّ لغاية الثلاثين من أيلول/ سبتمبر الجاري، في إطار الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لرحيل سليم حسن (1886-1961)، أحد أعلام علم المصريات، والذي قدَّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال.

وقد أفادت المكتبة في بيانها الصحافي بأن المعرض "يسلّط الضوء على إسهامات سليم حسن في تطوير علم المصريات ونشاطه البارز في مجال التنقيب، تحت إشراف المؤسسة الوطنية للجامعة المصرية (جامعة القاهرة حالياً)؛ ويقدّم مجموعة المخطوطات والصور الفوتوغرافية التي تعرض حفائره في الجيزة وسقارة، بالإضافة إلى وثائق بخط يده وصور غير منشورة لحملة اكتشاف الطريق الصاعد للملك ونيس بسقارة. كما يتضمن المعرض مجموعة نادرة من الصور التي التقطها خلال حفائره".

يُذكر أنَّ صاحب الموسوعة الأشهر "مصر القديمة"، والمكوّنة من 16 جزءاً، وُلد في قرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية. تدرّج في مراحل التعليم المختلفة حتّى التحق بمدرسة المعلمين الخديوية، وانضم للمجموعة التي تدرس علم الآثار بها، في القسم الذي يرجع الفضل في إنشائه إلى أحمد كمال باشا (1851-1923)، أوّل مصري يكتب في تاريخ الحضارة المصرية القديمة بطريقة علمية.

أسهم في كتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة بطريقة علمية

بعد تخرّجه حاول حسن الالتحاق بـ"المتحف المصري"، لكنّه لم يوفّق بسبب سيطرة الأجانب عليه، لذلك عمل أستاذاً للتاريخ بالمدارس الثانوية. مع هذا فقد شارك حينها في تأليف كتب التاريخ المقرّرة على المدارس، وبعد ثورة 1919 وما صاحبها من تنامي الشعور الوطني، تمكّن حسن من الالتحاق بـ"المتحف المصري" في وظيفة أمين مساعد وذلك في العام 1921.

سافر صاحب "الأدب المصري القديم، أو أدب الفراعنة" في بعثة إلى باريس، وحصل من جامعتها على دبلوم في تاريخ الديانات واللغات الشرقية. عاد بعدها للمتحف المصري، ثم عيّن أستاذاً في كلية الآداب، مع إشرافه على حفائر الجامعة بمنطقة أهرامات الجيزة. نال لاحقاً درجة الدكتوراه من "جامعة فيينا" عام 1935.

قد يكون من أبرز ما في سيرة الآثاري المصري تعيّينه وكيلاً لـ"مصلحة الآثار المصرية" عام 1926، إبّان حكم الملك فؤاد، حيث كان أوّل مصري يتولّى هذا المنصب الذي كان حكراً على الأجانب كما حال المناصب الكبرى في المتحف المصري. إلى جانب عمله الموسوعي الكبير "مصر القديمة"؛ الذي أنجزه بمفرده وتناول فيه تاريخ مصر من عصر ما قبل التاريخ، مروراً بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسي، وانتهاء بأواخر العصر البطلمي، كانت له إسهامات أخرى في الترجمة. فقد نقل إلى العربية كتاب "فجر الضمير"، للمؤرخ جيمس هنري بريستد، وترّجم "تاريخ دولة المماليك في مصر" بالاشتراك مع محمود عابدين، إلى جانب عمله الهام في إنقاذ معابد النوبة وآثارها، حيث ترأس البعثة التي زارت منطقة النوبة عام 1955، قبل أن تغمرها مياه السد العالي.

في عمره الذي ناهز الخامسة والسبعين، كرّس سليم حسن نفسه لعمله وشغفه بالتاريخ المصري القديم، تأليفاً وبحثاً أو تنقيباً ودرساً، وهو ما جعله يحوز لقب "عميد الآثاريين المصريين"، اللقب الذي لم ينازعه فيه غيره.

المساهمون