بيرنت هيرميلي.. تذكّر النكبة كفعل مقاومة

في كتابه  "النكبة: الكارثة أمام أعيننا" (بالاشتراك مع كاتو لين) الذي صدر عام 2023، يشير الكاتب والصحافي السويدي بيرنت هيرميلي (1953) إلى أن "التذكّر هو فعل مقاومة"، حيث قام بجمع شهادات أناس عاصروا الحدث عام 1948، ضمن رحلاته إلى مخيمات اللجوء في الأردن والضفة الغربية ولبنان، وكذلك عددٍ من الفلسطينيين المقيمين في أوروبا.

جمَع هرميلي شهادات مكتوبة ومسجّلة صوتية لخمسة وسبعين شخصاً، يمثّلون مناطق وثقافات مختلفة من فلسطين لحظة إبادة العصابات الصهيونية حوالي خمسمئة بلدة وتهجير أكثر من سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني قسراً عنها، ليحلّ مكانها نحو ثلاثمئة وخمسين مستوطنة ويواصل الكيان الإسرائيلي احتلال الأرض وسياسات الفصل العنصري والتهجير حتى اليوم، بحسب الكتاب.

"النكبة.. قصص فلسطينية من عام 1948" عنوان معرض بيرنت هيرميلي، الذي يُفتتح عند السادسة من مساء الخميس المقبل في "متحف البحر الأبيض المتوسط" بستوكهولم، ويتواصل حتى الخامس عشر من أيار/ مايو من العام المقبل.

في قاعات المعرض الذي يقام بالتعاون مع "المسرح الوطني السويدي السياحي"، اختيرت إحدى عشرة قصة من كتاب "النكبة: الكارثة أمام أعيننا"، إلى جانب صور فوتوغرافية وموادّ أرشيفية ووثائق وكتب وعملات معدنية ومتعلّقات شخصية من حقائب وملابس وساعات وأحذية وأوانٍ فخارية وغيرها من المواد التي تمّت استعارتها خصيصاً للعرض.

تمّ تسجيل القصص باللغتين الإنكليزية والسويدية، حيث يرد في واحدة منها "لقد حصلت جدتي على هذا الخاتم من جدي عندما تزوّجا في أوائل عام 1948. وكانت تبلغ من العمر ستة عشر عاماً حينها. وعندما هُجِّروا من يافا إلى نابلس في نفس العام، سقط حجر من الحلية"، حيث يستمع الزوّار لهذه الرواية ويشاهدون الخاتم أيضاً.

هيرميلي الذي عمل في الصحافة لأكثر من ثلاثة عقود، بدأ اهتمامه بتوثيق النكبة منذ سنوات عديدة نشَر خلالها مؤلفات مثل "السويدية الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي" (2016)، و"حياة اليهود السويديّين في ظل الهولوكوست" (2018)، إلى أن بدأ عام 2020 بإنتاج "بودكاست النكبة" الذي سعى في حلقاته إلى مزج التفاصيل الشخصية والأحداث السياسية الكبرى في المنطقة العربية عبر قصص الناجين من النكبة، والتركيز على ما يتذكّرونه اليوم بعد ستّة وسبعين عاماً من إجبارهم على ترك فلسطين.
 

آداب وفنون

التحديثات الحية

التشكيل السوري.. أرشفة رقميّة لتجارب ثمانية عقود