وقال نتنياهو "لن أوافق على أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يسمح للجيش بمواصلة هذه المهمة الهامة لأمن مواطني إسرائيل". وزعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلقت ضربة قوية "فقد قصفنا آلاف الأهداف، ومقرّات القيادة ومخزون الصواريخ ونقاط تصنيع الأسلحة، وقتلنا المئات من عناصر حماس".
وانتقد نتنياهو، خلال حديثه أمام الحكومة، تصريحات وزراء في الحكومة، قال إنهم يحاولون في هذه الفترة بالذات التعبير عن مواقف متطرفة، مضيفاً "وأنا أطالبكم بألا تمسّوا الوحدة المميزة القائمة بيننا، واحذروا في تصريحاتكم، وفي أعمالكم؛ على وزراء الحكومة أن يشكلوا قدوة شخصية للشعب كله".
وجاءت تصريحات نتنياهو هذه في ظل تزايد تصريحات وزراء من حزب "الليكود" والائتلاف الحكومي، وخصوصاً حزبي "البيت اليهودي"، بقيادة نفتالي بينيت، و"يسرائيل بيتنا"، بقيادة وزير الخارجية المتطرف، أفيغدور ليبرمان، اللذين أطلقا في الأيام الأخيرة تصريحات متتالية، طالبا فيها بإعادة احتلال قطاع غزة، وبعدم التوصل الى وقف إطلاق النار قبل تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة للعدوان.
في المقابل، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال بني غانتس، أن "الجيش مستعد لتنفيذ المهام التي تطلب منه؛ فنحن نقاتل في مناطق تعتبر من الناحية المهنية معقدة وشائكة".
بدوره، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون، "أننا لا نعتزم التهاون في أمن المواطنين. لقد قتلنا المئات من عناصر "حماس" من مختلف المستويات، ونحن نعرف أن "حماس" ومنظمات أخرى تتكتم على العدد الحقيقي للقتلى في صفوفها".
وجاءت هذه التصريحات، في وقت أعرب فيه عدد من المحللين عن اعتقادهم بأن نتنياهو وياعلون يبحثان عن مخرج للعدوان، خاصة في ظل ضربات المقاومة وصمودها. وذكر الكاتب الإسرائيلي شمعون شيفر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو وياعلون باتا يتوسلان الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فيما رأى محللون عسكريون آخرون أنه آن الأوان لأن تقرر الحكومة وجهتها: هل تريد وقف إطلاق النار أم المضي قدماً في عدوانها، على الرغم من الثمن الباهظ الذي قد تدفعه إسرائيل من قتلى وجرحى في صفوف جنودها.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد أفادت، صباح اليوم، أن الوفد الإسرائيلي الذي توجه إلى القاهرة أمس، وفي مقدّمته رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك"، يوسي كوهين، وموفد نتنياهو الخاص يتسحاق مولخو، والجنرال عاموس جلعاد، قد عاد إلى تل أبيب من دون تحقيق أي تقدّم في الاتصالات للتوصل إلى وقف إطلاق النار، فيما قرر "الكابينيت" الإسرائيلي أمس، وبالإجماع، توسيع العمليات البرّية ومواصلة البحث عن أنفاق غزّة وتدميرها.