أرسلت قوات الاحتلال تعزيزات أمنية إلى المناطق المحتلة في الداخل الفلسطيني، بعد ليلة ساخنة من المواجهات أسفرت عن إصابة العشرات، واعتقال 31 شخصاً بينهم 13 طفلاً، بحسب اعتراف شرطة الاحتلال.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن "الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 22 شخصاً، بينهم 12 قاصراً من مدينة الناصرة، شمال فلسطين المحتلة، للاشتباه بضلوعهم في المشاركة بمواجهات وقعت مع الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية". واعتقلت شرطة الاحتلال 9 أشخاص آخرين بينهم طفل، في مدن المثلث، الطيبة والطيرة وقلنسوة. كما مدّدت محكمة الصلح الإسرائيلية في حيفا اعتقال ثمانية شبان فلسطينيين على خلفية التظاهر، ليوم واحد.
وعلم "العربي الجديد"، أن "اجتماعاً طارئاً سيعقد، اليوم الأحد، للجنة المتابعة العربية العليا في منطقة وادي عارة، شمال فلسطين المحتلة، لبحث التطورات".
في هذه الأثناء، أرسلت قوات الاحتلال قوات شرطية، ضمن سياسة استعراض القوة والارهاب التي تنهجها تل أبيب، ضد مدن وقرى الداخل الفلسطيني المنتفضة.
ونقلت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي العامة، عن رئيس هيئة العمليات في الشرطة، أهارون إكسول، قوله إنه "تم نشر حوالي عشرة آلاف رجل شرطة في مختلف أنحاء البلاد، تحسباً لاستمرار أعمال العنف". وأشار إلى "خطوات عديدة تتخذ بهدف تهدئة الخواطر، سواء على مستوى العمليات أو من خلال الحوار مع قادة الوسط العربي".
وتأتي المواجهات في المناطق المحتلة بعد استشهاد الفتى المقدسي، محمد أبو خضير، حرقاً في القدس المحتلة، الأسبوع الماضي، على أيدي مستوطنين. كما اعتدت شرطة الاحتلال على قريبه الفتى طارق أبو خضير (15 عاماً)، قبل أن تعتقله. وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنّ "طارق أبو خضير قاوم عملية إلقاء القبض عليه، وهاجم عناصر الشرطة، وأنّه كان يحمل مقلاعاً لرشقها بالحجارة عندما اعتقل".
غير أنّ الكاميرا وثّقت الاعتداء الوحشي لجنود الاحتلال، قبل أن ينتشر التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي. وتبيّن أنّ الفتى يحمل الجنسية الأميركية، فسارعت بعدها وزارة الخارجية الأميركية إلى الإعراب عن قلقها، وطالبت بفتح تحقيق بالحادث.
وقرّرت سلطات الاحتلال إبعاده عن منزله لمدة 15 يوماً، إلى بيت حنينا مقابل الإفراج عنه، علماً أن الفتى من سكان شعفاط. وقال محامي "نادي الأسير"، مفيد الحاج، إنه إضافة إلى قرار الإبعاد، قررت سلطات الاحتلال حبسه منزلياً لمدة 9 أيام، وفرض كفالة مالية قدرها 3000 شيقل (حوالى 800 دولار أميركي)، إضافة إلى كفالة طرف ثالث بقيمة 10 آلاف شيقل (حوالى 2700 دولار أميركي).
وفي قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال أنّه قصف 10 مواقع وسط وجنوبي القطاع. وقال في بيان "ردّاً على الإطلاق المتواصل للصواريخ من غزّة على جنوبي إسرائيل (فلسطين المحتلة)، فقد قصف سلاح الجوّ الإسرائيلي 10 أهداف وسط وجنوبي قطاع غزّة، بما يشمل منصات لإطلاق الصواريخ ومنشأة لتصنيع السلاح".
من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في افتتاح الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: "التجربة أثبتت أن علينا في هذه اللحظات ضبط النفس والتصرف بمسؤولية وليس بشكل متسرّع"، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.