فجّر مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون)، يوم الإثنين، مقرَّ حزب "التجمع اليمني للإصلاح" في محافظة عمران شمالي اليمن، وسيطروا على نقطة عسكرية هامة على المدخل الشرقي للمدينة بعد معارك عنيفة.
وأكد مسؤول محلي في الديوان العام في محافظة عمران، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" أن الحوثيين تمكنوا، مساء الإثنين، من السيطرة على نقطة الورك العسكرية بعد معارك قتل فيها ستة جنود على الأقل، وأصيب آخرون بالإضافة إلى سقوط قتلى من الحوثيين لم يعرف عددهم.
كما قُتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان، وجرح العشرات جراء القصف العشوائي من دبابات ومدافع الحوثي على قرية الورك.
وأفادت مصادر محلية في عمران أن الحوثيين فجروا، الاثنين، مقرَّ حزب "الإصلاح" الرئيسي في عمران والواقع في منطقة الجنات، وهو منزل يملكه الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر.
وشنّ الطيران الحربي غارات جوية على مواقع للحوثيين في مداخل مدينة عمران مع استمرار المواجهات الميدانية في مختلف الجبهات. وأفادت أنباء أن نحو 20 من مسلحي الحوثي قتلوا وجرحوا في غارة جوية، يوم الأحد، على نقطة تمركزهم في مدرسة بيت عامر جنوب مدينة عمران.
وأكد شهود عيان وصول تعزيزات عسكرية تتضمن عشرات الدبابات من صنعاء إلى قرب جبل ضين الاستراتيجي وانتشارها لمواجهة "الحوثيين".
وتعرض مقر "اللواء " 310 ومقر القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، يوم الاثنين، إلى قصف بصواريخ من نوع "غراد" أطلقها مسلحو الحوثي.
وتشهد عمران احتداماً للمعارك، منذ يوم الجمعة الماضي. فقد بدأ "الحوثيون" حملة واسعة للسيطرة على المدينة وانتقلت الاشتباكات إلى أحياء في مدينة عمران، عاصمة المحافظة، بعد مواجهات في أطرافها، وحصار يفرضه الحوثيون على المدينة منذ أسابيع.
وعلم "العربي الجديد" أن قوات الجيش والأمن المرابطة في المدينة خاضت في اليومين الماضيين مواجهات مع "خلايا نائمة داخل المدينة كشفت عن نفسها مع بدء الهجوم الأخير"، حسب المصدر. ورعت لجنة وساطة رئاسية اتفاقاً هشاً لم يفلح في إيقاف المواجهات.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن تعرض مستشفى عمران العام إلى قصف من قبل أحد طرفي المواجهات في عمران لم تسمه. لكن مصادر محلية غير رسمية قالت إن الحوثيين قصفوا المستشفى وحاولوا السيطرة عليه، يوم الاثنين.
وحملت وزارة الصحة "الطرف المعتدي كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية عن أي اعتداء أو تعريض حياة كوادرها للخطر وكذا المرافق الصحية".
ونقل عن مصادر في المستشفى قولها إن المستشفى "استقبل 50 جثة لقتلى مدنيين وعسكريين، بالإضافة إلى نحو 80 جريحاً مدنياً غالبيتهم من النساء والأطفال".
وكان مصدر طبي في مستشفى عمران العام قال إنّ "المستشفى يعاني نفاد غاز الأوكسجين، بعد احتجاز الحوثيين لسيارة تابعة للمستشفى تحمل 30 أسطوانة أوكسجين، في نقطة تابعة لهم في منطقة بيت الضلعي في مديرية عيال سريح، منذ مساء الأحد، وهو ما أدى إلى زيادة معاناة الجرحى، حالات بعضهم حرجة".
يأتي ذلك وسط استمرار حالة نزوح السكان من مدينة عمران إلى صنعاء ومديريات في ريف عمران وحجة، هرباً من اشتداد المواجهات.