زيدان يطالب الغرب بتدخّل عسكري... وعزل المدن الليبية

19 يونيو 2014
عاد زيدان إلى مدن الشرق الليبي (محمود تركية/فرانس برس/Getty)
+ الخط -


عاد رئيس الوزراء الليبي السابق الهارب إلى ألمانيا، علي زيدان، أمس الأربعاء، إلى ليبيا عن طريق مطار الأبرق (25 كيلومتراً شرقي مدينة البيضاء)، وهو مطار خاضع لسيطرة موالين للتيار الفيدرالي، ومؤيدين للواء المتقاعد، خليفة حفتر.

وكان النائب العام الليبي الحالي، عبد القادر رضوان، قد أصدر في 11 مارس/آذار الماضي، أمراً بمنع زيدان من السفر، على خلفية اتهامه بتبديد المال العام، بعد بروز فضيحة عن رشوة قدّمها لمغلقي الحقول النفطية، لكنه غادر البلاد، قبل أن يعود عن طريق مطار في الشرق، لا يخضع للسلطة المركزية في طرابلس.

وعقد زيدان مؤتمراً صحافياً، في مدينة شحات، شرق البيضاء، أعلن فيه عن "تأييده لعملية الكرامة العسكرية التي يقودها حفتر منذ 16مايو/ أيّار الماضي"، على ما أسماها "معاقل المتطرفين والإرهابيين ببنغازي".
وظهرت بجانب زيدان، الذي سحب منه "المؤتمر الوطني العام" (البرلمان)، الثقة مطلع مارس/ آذار الماضي، عضوة "المؤتمر" عن كتلة "تحالف القوى الوطنية"، علا السنوسي، التي سبق أن واجهت رئيس "المؤتمر" المستقيل، محمد المقريف.


وعلم "العربي الجديد"، أن "بعض زعماء مدينة البيضاء القبليين، رفضوا حضور مؤتمر زيدان، مما دعا منظمي المؤتمر إلى عقده في شحات تحسباً لأي طارئ قد يفشله". واتهم الزعماء زيدان بالانتهازية، مستدّلين بموقفه الرافض لمحاولة انقلاب حفتر الأولى بطرابلس في شهر فبراير/ شباط الماضي، أيام كان رئيساً للحكومة، وموقفه المؤيد له الآن.
وذكرت مصادر مطّلعة لـ"العربي الجديد"، أن "زيدان قام بجولة على دول عدة، كالولايات المتحدة وفرنسا والإمارات ومصر والجزائر، لإقناع زعمائها بضرورة التدخل العسكري في ليبيا، لتأمين، الأمن بليبيا وضرب الإسلاميين".
وأفادت أن "زيدان اقترح على قادة الدول التي زارها عزل المدن الليبية عسكرياً، لمنع التحام المسلّحين المناؤين لحفتر والمؤيدين للمؤتمر الوطني العام ببعضهم بعضا. وطالب بعزل مدينة مصراتة عن العاصمة، وعزل مدن الشرق الليبي بعضها عن بعض".
إلا أن تلك المصادر شككت في اهتمام الدول التي زارها زيدان بمقترحه عن التدخل العسكري وعزل المدن الليبية، نتيجة عدم وجود حاضن اجتماعي أو سياسي لما يطرحه سياسياً، ولفتوا إلى أنه كان "الأوْلى بزيدان أن يتجه إلى الجنوب الليبي حيث ثقله القبلي، وداعميه من القبائل الأخرى".
وكان لافتاً، مهاجمة وسائل إعلامية لزيدان، بعد أن كانت من مؤيديه، وذلك على خلفية تأييده حفتر. وتخضع تلك الوسائل لسياسات "تحالف القوى الوطنية"، كقناة "الدولية" وقناة "العاصمة".
ولم يولّ محللون سياسيون، أهمية لزيارة زيدان لليبيا، ودعوته الصريحة لدعم حملة حفتر العسكرية، إذ يبدو بنظرهم في الوقت الراهن على الأقلّ، من دون حلفاء في ليبيا.
الى ذلك، أصدرت دائرة القضاء الإداري بمحكمة استئناف طرابلس، حكماً بعدم الاختصاص في الدعوى، التي رفعها زيدان ضد "المؤتمر" بخصوص بطلان إجراءات سحب الثقة منه في الأيام الماضية.