تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الأربعاء، شهادة أحد العاملين السابقين في شركة مرتزقة "بلاك ووتر" ضدّ زملائه، في إطار المحاكمة التي عُقدت إحدى جلساتها هذا الأسبوع للتحقيق في مقتل 17 عراقياً في أحداث مجزرة "ساحة النسور".
وكانت الشركة، التي عهدت إليها الحكومة الأميركية بحماية الدبلوماسيين الأميركيين في العراق، وأثار نشاطها الكثير من الجدل، قد ارتكبت مجزرة في العراق أسمتها الصحف "مذبحة ساحة النسور"، وأسفرت عن مقتل 17 مدنياً عراقياً بينهم نساء وأطفال في العام 2007، ما دفع الإدارة الأميركية لإلغاء تعاقدها مع الشركة التي غيّرت اسمها أكثر من مرة للتخلص من سمعتها الدموية.
وقد شهدت جلسة التحقيق التي عُقدت هذا الأسبوع، إدلاء العديد من الحراس السابقين في الشركة بشهاداتهم حول أوضاعها، وكان لافتاً أنهم أدلوا بشهاداتهم ضد بعضهم البعض، إذ اتهم بعضهم البعض بإطلاق الرصاص على المدنيين، وقد برروا ما فعلوه باستشعارهم الخطر على سلامتهم وأمنهم، وأنه كان هناك هجوم على القافلة التي كانوا فيها، ممّا دفعهم للقتال. وسُئل أحد الحراس، ويُدعى ماثيو ميرفي، عن استشعاره بالخطر أو التهديد أو أنه رأى مسلحين، فأجاب بالنفي.
من ناحية أخرى، يرى محامو الدفاع عن حراس "بلاك ووتر"، أنهم كانوا يعملون خلال إحدى أكثر فترات الحرب خطورة. وقد قام المحامون بسؤال الشهود ليوضحوا "فظائع الحرب المتمثلة في رؤية الخطر في كل مكان، وذلك لأن الجميع، سواء كانوا مدنيين أو رجال الشرطة، كانوا يتآمرون ضد الأميركيين".
حراس "بلاك ووتر" الذين تتم محاكمتهم هم، دستين هيرد وإيفان ليبرتي ونيكولاس سلاتين وبول سلاو، ويواجهون جميعهم تهمة القتل الخطأ باستثناء سلاتين الذي تم اتهامه بالقتل العمد، ولكن سقط الاتهام بحقه بعد تخلّف المدعين العامين عن الموعد النهائي لتوجيه التهمة.
أمّا الحارس الخامس، جيريمي ريدجواي، فقد اعترف بأنه مذنب بتهمة القتل. ومن المتوقع أن يدلي بشهادته في وقت لاحق، بعدما تمّ تقديم الكثير من الشهادات الدامغة ضده حتى الآن. وفي قضية مثل هذه، فيها شهادات من متهمين وشهود ضد بعضهم البعض، يسعى المحامون الى تصوير ريدجواي بأنه "الشيطان الأعظم".
وقد شهد مورفي بأنه كان غاضباً عندما عادت القافلة إلى المنطقة الخضراء، وتوقع أن تؤدي هذه المجزرة الى محاكمة عالمية، وأعرب عن غضبه أمام عدد من زملائه الذين أظهروا استهانتهم بالأمر، مما دفع بالشركة الى إنهاء خدماته.