خسر النظام السوري نحو خمسة عشر عنصراً من قواته، خلال محاولة اقتحام جبل الأكراد في ريف اللاذقية، بعد فشله على مدار نحو شهرين، في استعادة مناطق سيطرت عليها المعارضة المسلحة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام المدعومة بقوات من "جيش الدفاع الوطني" من جهة، و"كتائب إسلامية" من جهة أخرى، في منطقة الجلطة، قرب مرصد النبي يونس، والذي يعتبر مركزاً لقصف قوات النظام على مناطق ريف اللاذقية، ويبلغ ارتفاعه نحو 1300م. عن سطح البحر.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد تعزيزات عسكرية حشدتها قوات النظام لمحاولة اقتحام جبل الأكراد من منطقة الجلطة، فتصدت لها كتائب المعارضة المسلحة، وقتلت نحو خمسة عشر عنصراً، خلال كمين نصبته لها في محيط المنطقة، بالتزامن مع تدمير "كتائب أنصار الشام" دبابة، بعد استهدافها بصاروخ من نوع كونكورس، كما قصف لواء "أحفاد الفاروق" تجمعات النظام بالهاون ومدفع 130.
في هذه الأثناء، قال قائد كتائب "الصادق الأمين" التابعة لـ"الجيش الحر"، المكنى بأبي عمر طبنجة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام تسعى إلى تغيير مسار المعركة، ونقلها الى جبل الأكراد، وذلك بعد فشلها بتحقيق أي انتصار في جبل التركمان، منذ أن أطلقت قوات المعارضة "معركة الأنفال"، والتي انتهت بتحرير معبر كسب الحدودي مع تركيا والحصول على أول معبر بحري للمعارضة.
وأوضح أبو عمر، أن طبيعة المعارك التي تجري في النبي يونس تختلف عن غيرها، إذ إنه من الصعب استخدام الأسلحة الخفيفة، فكثافة الغابات وصعوبة التضاريس تدفعهم إلى قصف مواقع النظام بالأسلحة المتوسطة والثقيلة من مسافات بعيدة، لافتاً إلى أن المعركة مصيرية في جبل الأكراد، وأي خطأ سيكون ثمنه باهظاً.
من جهته، قال القائد الميداني في حركة "أحرار الشام"، أحمد بكور، إن النظام يعدّ لعمل عسكري منذ فترة طويلة، وقد بدأ بتنفيذه بالفعل من خلال تقدمه من محور النبي يونس الى جبل كتف الجلطة، وتركيز دبابة ومدفع 57.
وأضاف بكور، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن النظام يحاول جاهداً السيطرة على جبل الأكراد، وذلك لموقعه المهم جغرافياً، وقربه من القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد)، وكونه يربط الأوتوتستراد الواصل بين حلب واللاذقية، ويشرف على سهل الغاب، ذي الغالبية العلوية، مشيراً إلى أن من يسيطر على جبل اﻻكراد، يسيطر على ريف الساحل كاملاً، بسبب ارتفاعه وطبيعته جغرافياً.
من جهة أخرى، اتهم البكور "المجلس العسكري" و"هيئة أركان الجيش الحر" بالتقصير في دعم الكتائب المقاتلة، وأوضح قائلاً "نحن لا نملك سوى أسلحة فردية وبضعة رشاشات، ﻻ تكفي لمواجهة النظام وفق طريقته، وهي حرب الجيوش، والأسلحة اللازمة هي نوعية كالسهم الأحمر وصواريخ الكونكورس والتاو"، مؤكداً أن "المجلس العسكري والأركان ممثلة بشخص العقيد مصطفى هاشم، لم يزود الكتائب العاملة في جبل الأكراد بأي أسلحة وذخيرة منذ ما يقارب العام".
وسبق لكتائب إسلامية سورية أن أعلنت، قبل نحو شهرين، بدء معركة تحت اسم "الأنفال"، استطاعت من خلالها السيطرة على معبر وبلدة كسب، وقرية السمرا، التي مكنت المعارضة من السيطرة على أول منفذ بحري منذ انطلاق الثورة السورية.