تونس: تهديدات إسرائيلية لصديق الزواري خوفاً من "صنع الغواصة"

تونس: تهديدات إسرائيلية لصديق الزواري خوفاً من "استكمال صنع الغواصة"

15 ديسمبر 2019
لا تقدم في قضية اغتيال الزواري حتى الآن (Getty)
+ الخط -

طالبت هيئة الدفاع عن محمد الزواري، العقل المدبّر وراء مشروع صناعة الطائرات من دون طيار للمقاومة الفلسطينية، بضرورة كشف الحقيقة وضم الملفين المتعلقين بالجوسسة والاغتيال ضمن ملف واحد، في الوقت الذي كشف فيه أن صديق الزواري تلقى "تهديدات خطيرة بالتصفية من قبل أطراف من الكيان الصهيوني، خوفا من استكمال مشروع صنع الغواصة الذي سبق وأن أنجز الزواري أطروحة حوله".

وتأتي هذه المطالب على هامش إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الزواري على يد فرقة من "الموساد" الإسرائيلي، إذ تختتم اليوم الأحد 15 ديسمبر/تشرين الثاني في مدينة صفاقس وسط تونس.

وأكد رضوان الزواري، شقيق محمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ هيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري خلصت إلى أنّه "تمّ تقسيم الملف إلى جزأين؛ جزء يتعلق بالاغتيال، وآخر بالجوسسة، في حين أن الهيئة تسعى إلى أن يكون الملف واحدا، لأن هذا التقسيم لا يخدم القضية التي لم تشهد أي تطورات قضائية، وكأن الملف قبر أو تم نسيانه"، مبيناً أنه "رغم تورط بعض الأطراف السياسية وشخصيات عدة في منظومة الجوسسة، فإنه لم يكن هناك أي إدانة أو تحقيق مع هذه الأطراف أو محاولات لجلب المتهمين الحقيقيين الضالعين في الاغتيال".

وأضاف أن "عائلة الشهيد لن تصمت وستواصل النضال إلى حين كشف الحقيقة كاملة لرد الاعتبار للشهيد"، مؤكدا أنه "من المنتظر أن يجمعهم لقاء مع رئيس الجمهورية قيس سعيد"، مشيرا إلى أن القضية تتعلق بالأمن القومي التونسي، مذكّرا بموقف سعيد خلال المناظرة التلفزية بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني يعدّ "خيانة عظمى".

وقال الزواري إنهم سيلجأون إلى رئيس الجمهورية من أجل طلب إعادة النظر في القضية مجددا، مبينا أنّ "التطبيع خيانة عظمى، ولا بد من حماية الوطن من الخونة"، مشددا على "ضرورة المزيد من الإحاطة بحيثيات القضية وملابساتها والتعجيل بكشف الحقيقة، خاصة وأن هذه القضية تمس أمن المواطن".

وأضاف أن "عديد الجمعيات من كامل المحافظات التونسية سعت إلى تكريم الشهيد محمد الزواري خلال الذكرى الثالثة لاغتياله، محطمة الأرقام القياسية في نسبة المشاركة وفي الأنشطة التي أقيمت طيلة هذا الأسبوع مقارنة بالموسمين الفارطين، وهي مبادرات من المجتمع المدني والمنظمات لتخليد ذكرى الشهيد".

وأفاد بأنّ "قضية الزواري يجب أن تكون ذات أولوية؛ لأنها تتعلق بالأمن القومي، وهذا يتطلب كشف جميع أطوارها، والشبكات التي تورطت في الاغتيال وسهلت على الكيان الصهيوني مهمته".

وبيّن رئيس لجنة الدفاع عن الزواري، عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك تخاذلاً في كشف الحقيقة في ملف الشهيد الزواري، إذ لم يتم اتهام الجهة التي قامت بالاغتيال صراحة، رغم أن جميع الأدلة تدل على تورط الكيان الصهيوني"، مبيناً أن "غياب الإرادة السياسية يؤثر على الإجراءات القضائية، إذ مرت سنة كاملة ومكتب التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس المتعهد بالقضية مغلق، وهذا غير مبرر".

وأفاد العيادي بأن "هيئة الدفاع طالبت بالتخلي عن الملف لفائدة قطب الإرهاب للتعهد بالقضية، ولكن لم تتم الاستجابة لهذا الطلب"، مشيرا إلى أن "الأسلم هو أن تكون القضية واحدة وغير مجزأة إلى ملفين؛ فالجوسسة عمل مخابراتي مقترن بالاغتيال"، مؤكدا أن "هيئة الدفاع ستتوجه إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، وستعرض عليه آخر تطورات الملف وتطالبه بكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين في الاغتيال".

وذكّر المتحدث ذاته أيضًا بأن "سعيد عبّر صراحة عن أن التطبيع خيانة، وموقفه والمناخ السياسي تغير، ولا بد أن يأخذ الملف مجراه"، مؤكدا أن "صديق الزواري تلقى تهديدات خطيرة بالتصفية من قبل أطراف من الكيان الصهيوني، هددته بالاغتيال خوفا من استكمال مشروع صنع الغواصة الذي سبق وأن أنجز الشهيد أطروحته حولها، وهم يخشون أن تصبح في يد المقاومة، وبالتالي توقف المشروع، ولا بد من مراجعة عديد الثغرات التي تحمي المواطنين من الاغتيالات وتفكيك شبكات الجوسسة".


وعاشت مدينة صفاقس، من 8 إلى 15 ديسمبر/تشرين الثاني، على وقع أسبوع الشهيد محمد الزواري، إذ أقيمت ورشة حية من إنجاز نادي طيران الجنوب الذي أسسه الشهيد محمد الزواري، تم فيها صنع نماذج طائرات صغيرة وعرض جوّي لطائرات صغيرة بمتحكم.

وانتظمت أمس خيمة تعريفية بمشروع مجسم الشهيد محمد الزواري، الذي صادقت عليه بلدية صفاقس الكبرى، ومن المنتظر أن يتم، اليوم الأحد، وضع المجسم في المفترق الدائري للمدنية تخليدا لذكرى الشهيد.