وائل قنديل

فيما كان فريق دولة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية يسعى لإدانة إسرائيل وإيقاف حربها ضدّ الشعب الفلسطيني، كان حضور فلسطين في القمّة العربية ثانويا.

تستطيع القاهرة أن تحفظَ كرامتها وتلقم الصهيوني حجرًا لو أنّها قرّرت وقف تجارة الغاز مع إسرائيل أو استدعاء سفيرها وطرد سفير الاحتلال.. غير ذلك مجرّد استعراض.

هذا العبث المشتعل في أرجاء مصر الجديدة، التي ضجت بالقاهرة عاصمتها القديمة، واتخذت لنفسها عاصمة زجاجية جديدة، يبدو أن هناك من يرعاه ويدعمه ويستثمر فيه.

بعد أن صار عضوا مؤسسا لكيان مسنود من الدولة المصرية ينتقل إبراهيم عيسى إلى شيطنة الفلسطينيين في مصر، ويذهب إلى إبلاغ السلطات الأمنية عنهم، ويؤلب المصريين ضدهم.

توغلت قوّات الاحتلال في عمقِ مدينةِ رفح حتى رفعت أعلامها فوق معبرها، المصري الفلسطيني المشترك، بما يُعدّ انتهاكًا صريحًا للسيادة المصريّة.

لا يمكن إغفال ما يردده الصهاينة منذ بدء العدوان والتحضير لدخول رفح، عن مخططات ديموغرافية تشمل غزة وسيناء، بالنظر إلى مآلات اللعب بالنار الذي يجري في مصر الآن.

تنطقُ اللحظة الراهنة بأنّ دول الطوق الشقيقة لفلسطين صارت تقع في أقصى الغرب، حيث كولومبيا ونيكاراغوا وأقصى الجنوب حيث الشقيقة جنوب أفريقيا.

لا يمكن أن يكون الرئيس الأميركي هو الشخص المناسب لرعاية أيّ اتفاق مُنصف في الصراع العربي الفلسطيني، لأنّ كلُّ شيء يؤكد أنّه الذئب وليس الراعي.

تخبرنا رسائل الطلاب المنتفضين أن هذا الجيل من الشباب الصغير تسلم شعلة الثورة الثقافية الجديدة، وبات هو من يقود الضمير العالمي في الاتجاه الصحيح.

 ما يجري في الجامعات الأميركية تضامناً مع غزّة، هو ثورة عالمية على التاريخ المزوّر، من شأنها أن تبعث الإنسانية من مرقدها، وتعيد الاعتبار للحق والعدالة.